السمنة..............

السمنة


السمنة هي من أكثر أمراض التمثيل الغذائي شيوعا في الإنسان وهي من أقدم تلك الأمراض في التاريخ البشري ، فقد سبقت اكتشاف الزراعة بعشرة آلاف عام وقد لوحظت أيضا في الموميات الفرعونية والتماثيل الإغريقية ، إلا أن مشكلة السمنة تفاقمت بوضوح منذ تزايدت قدرة الإنسان علي إنتاج وتخزين الغذاء في المجتمعات الحديثة . وهكذا فان زيادة تناول السعرات الحرارية ، والحياة ذات الحركة القليلة والمجهود الأقل باستمرار أديا إلى تزايد خطر السمنة وما استتبعه ذلك من تناقص الأعمار الناتج من أمراض القلب ومن الضغط والسكر .
وهناك عوامل اجتماعية أخري لها أثر كبير علي انتشار السمنة ومن بين هذه العوامل :

التعليم

نوع المهنة

مستوي الدخل.
فكلما انخفضت هذه العوامل ازداد معدل انتشار السمنة .
ومن أهم الآثار السيئة للسمنة علي عملية التمثيل الغذائي :
1. مرض السكر : حيث تودي السمنة إلي أضعاف قدرة الأنسولين علي جعل الخلايا الدهنية وخلايا العضلات قادرة علي استخدام الجلوكوز بصورة جيدة مما يؤدي إلي رفع مستوي الجلوكوز في الدم وبالتالي زيادة إفراز الأنسولين من البنكرياس واجهاد خلايا البنكرياس وخاصة في الأشخاص المعرضين لمرض السكر بحكم تركيبهم الوراثي وكذلك المرضي غير المعتمدين علي الأنسولين الخارجي وكما هو معروف فان هؤلاء الأشخاص إذا استطاعوا إنقاص أوزانهم إلي الوزن الطبيعي فان أعراض المرض تزول ويحدث انعكاسا للآلية السابق ذكرها .
2. أمراض القلب وتصلب الشرايين : ومن الآثار الأخرى للسمنة علي عملية التمثيل الغذائي زيادة المستوي الدهون في الدم سواء الدهون الثلاثية أو الكولسترول مما يؤدي إلي زيادة احتمال إصابة البد ناء بأمراض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وأيضا الإصابة بالحصوات المرارية والالتهاب المزمن للمرارة . ولابد أن نكرر هنا أن هذه الآثار يمكن عكسها والوقاية منها قبل حدوثها إذا تم إنقاص الوزن واستمر بمعدل طبيعي .
الأمراض المرتبطة بالسمنة :

ونسرد هنا مجمل الأمراض المرتبطة بالسمنة :
1. أمراض القلب وتصلب الشرايين : حيث ترتبط ارتباطا وثيقا بأمراض السكر وارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم الناتجة عن الإفراط في الطعام . ولهذا فان البدناء معرضون للإصابة أكثر من غيرهم بالذبحة الصدريـــة والسكتة القلبية ( التوقف النهائي للقلب ) .
2. أمراض الجهاز التنفسي : تؤدي السمنة المفرطة إلي حدوث صعوبة في التنفس بعقبها انخفاض معدل الهواء الواصل إلي الحويصلات الهوائية بالرئتين مما يتسبب في حالة من الخمول وشعور مستمر بالتعب وتؤدي بالتالي إلى ظهور تغييرات نفسية عادة ما تصاحب السمنة مثل ( الاكتئاب ، الكسل ‘ قلة الحركة ،0000).
3. مرض السكر : وقد سبق التحدث عنه إلا انه يمكن القول أن 80 % من المصابين بالسكر غير المعتمدين علي الأنسولين يعانون من البدانة ، وان المدة التي يصاب بها مرضي السكر بالسمنة لها تأثير اكبر علي المرض من درجة البدانة( شدتها) ولهذا يجب الإسـراع في عملية إنقاص الوزن لمرضي السكر .
4.أمراض الجهاز الهضمي :
وهناك أعراض خاصة بالجهاز الهضمي تظهر بصورة واضحة مع البدناء ومنها :

سوء الهضم والانتفاخ ( الإحساس بالامتلاء)

فتق الحجاب الحاجز الذي تظهر أعراضه بوضوح حينما يزاد تحت وطأة السمنة .

أمراض الكبد الناتجة عن تدهن الكبد نفسه وبالتالي يؤدي ذلك إلي تدهور في وظائف الكبد فنجد أن 85 % من البدناء ذوي وظائف كبدية غير سليمة ( بدرجة طفيفة) كما أن البدانة تؤدي إلي حدوث حصوات المرارة وخاصة بين الإناث وذلك نتيجة تشبع عصارة الصفراء بسبب الإفراط في إنتاج الكوليسترول .
5. أمراض المفاصل :
يزداد معدل حدوث الالتهابات المفصلية بين البدناء وذلك للأسباب الآتية :

- تؤدي السمنة إلي زيادة حامض البوليك ( الذي يسبب مرض النقرس ) ولهذا يجب ألا تزيد كميات اللحوم بكثرة أثناء محاولات التخسيس لهؤلاء الأشخاص .

- زيادة الوزن المحمل علي المفاصل بصورة كبيرة نتيجة السمنة يتسبب في حدوث الالتهابات المفصلية ( خاصة في العمود الفقري والمفاصل الأخرى المسئولة عن حمل الجسم ).
6.دوالي الساقين:
تزيد نسبة الإصابة بدوالي الساقين بين البدناء نتيجة لقلة سرعة جريان الدم الراجع في الأوردة .
7. اضطراب الدورية الشهرية والأمراض النسائية :
تزداد نسبة اضطرابات الدورة الشهرية بين البدينات نتيجة لحدوث اضطرابات هرمونية مختلفة كما أن نسبة تسمم الحمل تزداد لدي البدينات وكذلك ارتفاع ضغط الدم . تزداد أيضا مضاعفات ما بعد الولادة لكبر حجم المولود وكثرة العمليات القيصرية إذا تكرر الحمل والولادة وكذلك نتيجة مضاعفات التخدير الجراحي لهن بالإضافة إلي ذلك تزداد نسبة الإصابة بالتليف الرحمي لدي البدينات مع تقدم العمر وترتفع أيضا بينهن نسبة الإصابة بسرطان الرحم .
8. السمنة والإجراءات الجراحية :
- يحتاج البدناء إلي عناية خاصة وإجراءات شديدة عند أجراء أي تدخل جراحي لهن وذلك لتوقع المزيد من المضاعفات والتي أثبتت الإحصائيات أنها تبلغ ضعفين إلي ثلاثة أضعاف مثيلتها بين الذين يتمتعون بوزن طبيعي نتيجة مخاطر التخدير والصعوبات الفنية لأجراء العمليات الجراحية بما يطيل من زمن الجراحة بالإضافة إلي كثرة حدوث انطباق الرئة بينهم عقب انتهاء العملية الجراحية وزيادة احتمال العدوى للجروح التي عادة ما تكون اكبر من المعتاد مما قد يؤدي إلى حدوث التهابات الأوردة الدموية .
طرق العلاج:

بصورة عامة نستطيع القول بان البدانة يمكن علاجها :

• بالإقلال من السعرات الحرارية ( النظام الغذائي).
  
• زيادة السعرات الحرارية المستهلكة ( التمارين الرياضية ) .
  
• أو كلأهما .
  

وإنقاص الوزن يمكن التوصل إليه بإنقاص السعرات وبصرف النظر عن نوع الغذاء مما يؤدي إلى حدوث زيادة في استهلاك السعرات التي يحصل عليها الشخص من خلال الطعام ، إلا انه للأسف فان الإقلال من السعرات يؤدي إلى قيام الجسم بخفض استهلاكه من السعرات ولذلك يلزم القيام بالتمارين الرياضية وفي الحالات الشديدة للسمنة قد ينصح الأطباء بأجراء بعض العمليات الجراحية لتقليل امتصاص الطعام من الجهاز الهضمي أو لتقليل القدرة علي تخزين الدهون بإزالة أجزاء محدودة من الخلايا الدهنية في المناطق التي تتركز فيها الدهون وفي كل الحالات السابقة يجب اتباع نظام غذائي مناسب للحفاظ علي الوزن . ولابد التأكيد هنا من أن كثير من النظم الدوائية المستخدمة تجاريا لعمل الريجيم الغذائي لها آثار جانبية قد تكون ضارة إذا استخدمت بدون الشراك الطبيب المتخصص ويجب أن تتراوح السعرات المتنـــاولة ما بين 15/20 سعر لكل كيلو جرام من الوزن المثالي للجسم وتكون كما يلي :

20% بروتيـــــــــن

35 % دهــــــــون

45 % كربوهيـــدرات
الوقاية من السمنة :

عدم تناول سعرات حرارية تزيد عن حاجة الجسم .

ممارسة التمارين الرياضية ومن أهمها رياضة المشي لمدة تتراوح بين ( 40 – 60) دقيقة في اليوم ومن ( 3 - 5 ) أسابيع.

بالنسبة للأطفال عدم الإفراط بتناول الأطعمة الغنية بالدهون والشيكولاتة بكثرة .
لما لكل ذلك معا من اثر فعال ومستمر ودائم في إنقاص الوزن من ناحية ، ومن الحفاظ علي لياقة دائمة وصحة ممتازة .